يعاني المزارعون في منطقة غامبيلا في إثيوبيا من صعوبات كبيرة بسبب انتشار مرض دودة غينيا، ومرض عمى النَّهر الذي يفتُك بالناس منذ مدَّة من الزمن، نتيجةً لعدم توافر مياه الشرب النظيفة، وتلوُّث إحدى بِرَك المياه في منطقة غامبيلا.

وفي حين أنَّ مركز كارتر ووزارة الصحة الاتحادية الإثيوبية يعملان معاً منذ عقود للقضاء على مرض دودة غينيا ومرض عمى النهر وداء الفيلاريات اللمفاوي التي انتشرت بين العمال الزراعيين وذلك من خلال نشر الوعي وتعديل السلوك، وتوفير الأدوية اللازمة.

وبالرغم من تلوُّث معظم مصادر المياه في غامبيلا كان هناك مزرعة لم يشمَلها المرض وتُدعى (مزرعة سيف التجارية، حيث يتمُّ ضخُّ المياه من هذه الحفرة التي حفرها الإنسان، وتُنقل بالشاحنات إلى محطات الري للعمال في الحقول. وهناك يتمُّ تصفيةُ المياه لإخراج براغيث الماء التي قد تحملُ يرقات دودة غينيا، وثم يتمُّ تزويد العمال أيضًا بمرشِّحات أنابيب شخصية يحملُها المزارعون على أكتافهم.

ولكن مزرعة (ميول) كانت موبوءة بشكل كبير، فطلبَ مالكُ المزرعة من السيد أدهوم العمل مع فريقٍ للوقاية من دودة غينيا، حيث يوجد إحدى وثمانون حفرةً وبركة ريٍّ بأحجام مختلفة في المزرعة الكبيرة وقناة ماء راكدة كبيرة في مكان قريب. وتشكِّلُ مصادر المياه هذه أرضًا خصبةً لتكاثُر مرض دودة غينيا، و يوجد أكثر من ثلاثين بركة أخرى في مناطق الغابات التي يصعُب الوصول إليها.

أخذ السيد أدهوم على عاتقه مهمَّة تنظيف البرك من يرقات دودة غينيا، وشكَّل فريقا (ستة وعشرون منهم يعملون خلال موسم الأمطار وعشرة خلال موسم الجفاف) وبدأوا بمعالجة جميع مصادر المياه هذه بكميات محسوبة من إحدى المواد الكيماوية التي تبرَّعت بها شركة ((BASF ، وهي مادة كيميائية تقتُل يرقات دودة غينيا. كما قام السيد أدهوم بتطوير تقويم دوري منظَّم ويحافظ عليه لضمان معالجة كل مصدر للمياه كل 28 يومًا.

وبطبيعة الحال كانت مهمَّة الفريق صعبةً للغاية وخطيرة، حيث إنَّ القناة تغصُّ بالتماسيح والغابات مكتظة بالثعابين والأسود تصول وتجول في المخيم.

قال السيد أدهوم: "إنه عملٌ شاقٌّ للغاية لكنني سأظلُّ ملتزما به حتى النهاية". وعلى الرغم من أنه كان يعمل متطوعًا في مكافحة دودة غينيا في قريته لكنه وافق على الذهاب إلى المزرعة للقيام بالمهمة المطلوبة، وقال:

"لكن أنا هنا وسأبقى حتى يتَّصلوا بي للعودة إلى القرية".

وهكذا ضرب أدهوم أروعَ الأمثلة في العمل التطوعي، وسطَّر قصة نجاح ملهمة لكل الشباب في إثيوبيا تتمثَّل في قوة العزيمة والعمل الدؤوب من أجل صحة وسلامة المجتمع.